بسم الله الرحمن الرحيم
سألت إحدى الأخوات فضيلة الشيخ أحمد القاضي( وهو أحد طلبة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله )
عن حكم قراءة الروايات وهذا نص السؤال ..
فضيلة الشيخ / أحمد القاضي حفظكم الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو عن حكم قراءة الروايات ( القصص الطويلة ) التي لا يكون بها محذور شرعي .... مع العلم
أنها تأخذ كثيرا من الوقت وتشغل فكر القارئ حتى أني سمعت من بعض الطالبات أنها تفكر فيها أثناء صلاتها ...
فهي باختصار .. تكون شغلها الشاغل حتى تنتهي من قراءتها وقد يستغرق ذلك أسبوعا أو أنها أحيانا تصل إلى شهر كامل ...
.. أفيدونا جزاكم الله خيرا ..
.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أجاب فضيلته ..
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما بعد :-
فإن الحكم يعتمد على مضمون الرواية المقروءة ، فإن كان حسنا ، هادفا ، صالحا فقراءتها كذلك ...
وإن كان مضمونا سيئا ، مثيرا للغرائز ، أو للشبهات الفاسدة فقراءتها حرام ...
وإن كان من القصص والأحداث الوصفية الفارغة ، فالاشتغال بقراءتها مضيعة للوقت ،
وصرف للجهد عما هو أنفع فيكون مكروها ...
و لا يخفى أن كثيرا مما يسمى بقصص وروايات الأدب العالمي ، إنما تحكي صورة مجتمعات
وشخصيات غير مسلمة ، وبالتالي ، فالاستغراق في قراءة أحداثها يستلب ذهن القارئ ، وينقله
إلى أجواء وبيئات لا تصطبغ بصبغة الله ، و لا تنفعل بانفعالات الإيمان ، بل ربما عكس ذلك
من ظاهر الإثم وباطنه ..
و الذي أدعو إليه أبنائي وبناتي ، وفقهم الله ، أن يعمروا أوقاتهم بالنافع المفيد ، ويجتنبوا الضار ،
المهدر للأوقات ، الملوث للعقول و الأمزجة .
وفي سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه الكرام ، وقصص القرآن ما يجمع بين
المتعة و الفائدة والعبرة .. قال تعالى " نحن نقص عليك أحسن القصص " فليس يدانيها قصص
في سياقها ، ومضمونها .. كما أنها مثمرة مفيدة ، قال تعالى " لقد كان في قصصهم عبرة "
والله الموفق ..
د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
منقوول